xXx
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

xXx


 
الرئيسيةwww.google.comأحدث الصورالتسجيلدخول
المواضيع الأخيرة
» اختبار الغباء و الدخول للأذكياء فقط
طلب العلم Icon_minitime14/5/2010, 7:34 am من طرف زائر

» رحلة سعيدة لدار الأخرة
طلب العلم Icon_minitime128/1/2010, 9:02 pm من طرف VERGIL

» لعبة خلايا النحل
طلب العلم Icon_minitime128/1/2010, 4:05 pm من طرف john cena

» لغر رائع
طلب العلم Icon_minitime128/1/2010, 2:45 pm من طرف john cena

» المنطق
طلب العلم Icon_minitime127/1/2010, 7:02 pm من طرف DARK MAN

» طلب العلم
طلب العلم Icon_minitime127/1/2010, 11:45 am من طرف jeff hardy

» بر الوالدين
طلب العلم Icon_minitime127/1/2010, 11:35 am من طرف jeff hardy

» حكم تارك الصلاة
طلب العلم Icon_minitime127/1/2010, 11:27 am من طرف jeff hardy

» أسماء الله تعالى مع شرحها
طلب العلم Icon_minitime127/1/2010, 11:11 am من طرف VERGIL

» سؤال وجواب
طلب العلم Icon_minitime126/1/2010, 11:24 pm من طرف DARK MAN

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
jeff hardy - 19
طلب العلم Vote_rcap1طلب العلم Voting_bar1طلب العلم Vote_lcap1 
john cena - 15
طلب العلم Vote_rcap1طلب العلم Voting_bar1طلب العلم Vote_lcap1 
VERGIL - 13
طلب العلم Vote_rcap1طلب العلم Voting_bar1طلب العلم Vote_lcap1 
DARK MAN - 12
طلب العلم Vote_rcap1طلب العلم Voting_bar1طلب العلم Vote_lcap1 
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 12 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 12 زائر

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 13 بتاريخ 13/4/2024, 3:03 am
بحث
Loading
 

 طلب العلم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
jeff hardy

jeff hardy


عدد المساهمات : 19
نقاط : 69
تاريخ التسجيل : 13/01/2010
العمر : 29

طلب العلم Empty
مُساهمةموضوع: طلب العلم   طلب العلم Icon_minitime127/1/2010, 11:45 am

بسم الله الرحمن الرحيم

حكم تعلم العربية
السؤال : هل يجب تعلم اللغة العربية على المسلمين الغير الناطقين بها ؟ هل هو واجب أم مستحب أم ماذا ؟

الجواب :
الحمد لله
عرضنا السؤال التالي على فضيلة الشيخ عبد الله بن جبرين
هل يجب على الأعجمي تعلم العربية ؟
فأجاب حفظه الله بقوله :
يجب عليه تعلم ما يلزمه في الإسلام لفظا ومعنى كالتكبير والفاتحة والتسبيحات .. الواجبة في الصلاة وغيرها . والله أعلم .
الشيخ عبد الله بن جبرين



المرأة وطلب العلم
أنا امرأة مسلمة بالغة وأريد أن أتبع الحياة الإسلامية السليمة في أدق الأشياء وأحاول أن أجد المعرفة بطرق شتى ولكن أشعر أنه لا بد أن يكون هناك طريق محدد للعلم ليكون لدي فكرة طيبة عن القرآن والسنة ولا أستطيع أن أذهب إلى مدرسة لأنه ليست هناك مدارس قريبة مني وأريد أن أدعو إلى الإسلام لكن ليس في موضوعات محددة. فهل هناك نظام دراسي محدد لاكتساب هذه المعرفة ؟


الحمد لله

نشكر الأخت السائلة حرصها على طلب العلم والدعوة إلى الله ، ونسأل الله تعالى أن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح وأن يجعلنا هداة مهتدين ، ولابد لمن يدعو إلى الله أن يتسلح بالعلم ، قال الله تعالى : ( قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) يوسف / 108

وقد يسَّر الله تعالى في هذا الزمان طرقاً كثيرة لطلب العلم دون عناء ولا حتى خروج من البيت ، وذلك عن طريق أشرطة ( الكاسيت ) و( الكمبيوتر ) و( الإنترنت ) .

ولا بدَّ للمرأة – بل وللرجل – أن تسلك طرق العلم مبتدأة بالسهل اليسير قبل الدخول في الأمور الصعبة ، ولا بدَّ من الاعتدال في طلب العلم فلا يكلف نفس ما يشق عليها حتى لا تدخل السآمة في النفس .

وإننا ننصح الأخت السائلة بما يلي :

الإخلاص لله تعالى في طلب العلم – بل وفي كل الأمور – وأن تنوي بطلبها رفع الجهل عن نفسها وعن غيرها والتقرب إلى الله قبل ذلك بهذه العبادة ، وأن لا ترائي الناس بعلمها ولا تماري السفهاء به .

أن تحفظ شيئاً من القرآن ، وهذا لا يتم إلا بعمل برنامج يومي تلتزم فيه بحفظ قدر معين ولا بأس أن يكون قليلاً ولا تتجاوزه حتى لو وجدت وقتاً ونشاطاً ، فالقليل الدائم خير من الكثير المنقطع .

أن تقرأ المختصرات في كل علم ، وتدع المطولات إلى حينها ، ففي كل علم تقريباً كتب يمكن أن تتدرج فيه على مراحل تبدأ من المختصرات وتنتهي بالشروح المطولات .

أن تحرص على حفظ هذه المتون إن استطاعت ، فإن الحافظ للدليل سواء من القرآن أو السنة ، والحافظ لمتون العلم يسلك الطريق الصحيح في الطلب ، وقد قال العلماء " من حفظ المتون حاز على الفنون " .

أن تحرص على اقتناء شروح لهذه الكتب ، والأفضل أن تكون مسموعة ، ونوصي الأخت السائلة وكل مسلم بشروح الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين ، فإنه ما ترك فنّاً إلا وشرحه في أشرطة يسهل الحصول عليها وهي موجودة الآن بموقعه على الإنترنت .

أن تبحث في أخواتها عمن يعينها على طلب العلم ، فتقرأ معها وتدارسها .

وكما جعلت للقرآن وقتاً معيناً فلتجعل لباقي العلوم الأمر نفسه ، فتقرأ في التوحيد جزءً يسيراً وكذا في الحديث والفقه وباقي العلوم .

ولتستعن بالله تعالى في طلبها ودعوتها إلى الله ، فإن التوكل عليه سبحانه مع بذل الأسباب ودعاءه سبحانه بأن ييسر الأمور ويسهلها من أعظم الطرق النافعة التي توصل الإنسان إلى ما يريد ولا يمنعك الحياء من طلب العلم والسؤال .

قال بعض السلف " لا يطلب العلم مستحٍ ولا متكبر " ، فلا ينبغي أن يمنعك الحياء من السؤال عن الشرع ، كما أن الكِبر ضار لصاحبه في الدنيا والآخرة ، ومن ضرره الدنيوي أنه يمنع صاحبه من السؤال والتعلم .

وأما تحديد الكتب والمنهج الذي يسير عليه طالب العلم فيراجع سؤال رقم ( 14082 ) فإن به مجموعة من الكتب التي ينبغي لطالب العلم دراستها وكذلك سؤال رقم ( 20191 )

والله أعلم .

الإسلام سؤال وجواب



آداب طالب العلم
لقد من الله عليَّ بطلب العلم ، فما هي الآداب التي تنصحونني بالتحلي بها ؟.


الحمد لله

إن لطلب العلم جملةً من الآداب ينبغي على من طلب العلم أن يتحلى بها فإليك هذه الوصايا والآداب في طريق الطلب لعل الله أن ينفعك بها :

أولاً : الصبر :

أيها الأخ الكريم .. إن طلب العلم من معالي الأمور ، والعُلَى لا تُنال إلا على جسر من التعب . قال أبو تمام مخاطباً نفسه :

ذريني أنالُ ما لا يُنال من العُلى فصَعْبُ العلى في الصعب والسَّهْلُ في السَّهل

تريدين إدراك المعالي رخيـصة ولا بد دون الشهد من إبَر النحـــل (الشَّهد هو العسل )

وقال آخر :

دببت للمجد والساعون قد بلغوا جُهد النفوس وألقـوا دونـه الأُزرا

وكابدوا المجد حتى ملَّ أكثرُهُم وعانق المجد من أوفى ومن صبرا

لا تحسبن المجد تمراً أنت آكله لن تبلغ المجد حتى تَلْعَقَ الصَـبِرَا (الصَبِردواءٌ مُرٌّ)

فاصبر وصابر ، فلئن كان الجهاد ساعةً من صبر ، فصبر طالب العلم إلى نهاية العمر . قال الله تعالى :

{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ(200) } سورة آل عمران .

ثانياً : إخلاص العمل :

الزم الإخلاص في عملك ، وليكن قصدك وجه الله والدار الآخرة ، وإياك والرياء ، وحب الظهور والاستعلاء على الأقران فقد قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَنْ طَلَبَ الْعِلْمَ لِيُجَارِيَ بِهِ الْعُلَمَاءَ أَوْ لِيُمَارِيَ بِهِ السُّفَهَاءَ أَوْ يَصْرِفَ بِهِ وُجُوهَ النَّاسِ إِلَيْهِ أَدْخَلَهُ اللَّهُ النَّارَ " رواه النسائي (2654) وحسنه الألباني في صحيح النسائي .

وبالجملة : عليك بطهارة الظاهر والباطن من كل كبيرة وصغيرة .

ثالثاً : العمل بالعلم :

اعلم بأن العمل بالعلم هو ثمرة العلم ، فمن علم ولم يعمل فقد أشبه اليهود الذين مثلهم الله بأقبح مثلٍ في كتابه فقال : { مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ(5) } سورة الجمعة .

ومن عمل بلا علم فقد أشبه النصارى ، وهم الضالون المذكورون في سورة الفاتحة .

وبالنسبة للكتب التي تدرسها فقد ذُكِرَت في السؤال رقم (20191) فليُراجع للأهمية .

رابعاً : دوام المراقبة :

عليك بالتحلي بدوام المراقبة لله تعالى في السر والعلن ، سائراً إلى ربك بين الخوف والرجاء ، فإنهما للمسلم كالجناحين للطائر ، فأقبل على الله بكليتك ، وليمتلئ قلبك بمحبته ، ولسانك بذكره ، والاستبشار والفرح والسرور بأحكامه وحِكَمِه سبحانه .

وأكثر من دعاء الله في كل سجود ، أن يفتح عليك ، وأن يرزقك علماً نافعاً ، فإنك إن صدقت مع الله ، وفقك وأعانك ، وبلغك مبلغ العلماء الربانين .

خامساً : اغتنام الأوقات :

أيها اللبيب ... " بادر شبابك ، وأوقات عمرك بالتحصيل ، ولا تغتر بخدع التسويف والتأميل ، فإن كل ساعة تمضي من عمرك لا بدل لها ولا عوض عنها ، واقطع ما تقدر عليه من العلائق الشاغلة ، والعوائق المانعة عن تمام الطلب وابذل الاجتهاد وقوة الجد في التحصيل ؛ فإنها كقواطع الطريق ، ولذلك استحب السلف التغرب عن الأهل ، والبعد عن الوطن ؛ لأن الفكرة إذا توزعت قصرت عن درك الحقائق وغموض الدقائق ، وما جعل الله لرجلٍ من قلبين في جوفه ، وكذلك يُقال العلم لا يعطيك بعضه حتى تعطيه كُلَّك .

سادساً : تحذير .

إياك أن تشتغل في بداية الطلب بالاختلاف بين العلماء ، أو بين الناس مطلقاً ، فإنه يحير الذهن ، ويدهش العقل ، وكذلك الحذر من المصنفات ؛ فإنه يضيع زمانك ويفرق ذهنك ، بل أعطِ الكتاب الذي تقرؤه أو الفن الذي تأخذه كليتك حتى تُتقنه ، واحذر من التنقل من كتاب إلى كتاب من غير موجب ؛ فإنه علامة الضجر وعدم الفلاح . وعليك أن تعتني من كل علم بالأهم فالأهم .

سابعاً : الضبط والإتقان :

احرص على تصحيح ما تريد حفظه تصحيحاً متقناً ؛ إما على شيخ أو على غيره مما يعينك ، ثم احفظه حفظاً محكماً ثم أكثر من تكراره وتعاهده في أوقات معينه يومياً ، لئلا تنسى ما حفظته .

ثامناً : مطالعة الكتب :

بعد أن تحفظ المختصرات وتتقنها مع شرحها وتضبط ما فيها من الإشكالات والفوائد المهمات ، انتقل إلى بحث المبسوطات ، مع المطالعة الدائمة ، وتعليق ما يمر بك من الفوائد النفيسة ، والمسائل الدقيقة ، والفروع الغريبة ، وحل المشكلات ، والفروق بين أحكام المتشابهات ، من جميع أنواع العلوم ، ولا تستقل بفائدة تسمعها ، أو قاعدة تضبطها ، بل بادر إلى تعليقها وحفظها .

ولتكن همتك في طلب العلم عالية ؛ فلا تكتفِ بقليل العلم مع إمكان كثيره ، ولا تقنع من إرث الأنبياء صلوات الله عليهم بيسيره ، ولا تؤخر تحصيل فائدة تمكنت منها ولا يشغلك الأمل والتسويف عنها ؛ فإن للتأخير آفات ، ولأنك إذا حصلتها في الزمن الحاضر ؛ حصل في الزمن الثاني غيرها .

واغتنم وقت فراغك ونشاطك ، وزمن عافيتك ، وشرخ شبابك ، ونباهة خاطرك ، وقلة شواغلك ، قبل عوارض البطالة أو موانع الرياسة .

وينبغي لك أن تعتني بتحصيل الكتب المحتاج إليها ما أمكنك ؛ لأنها آلة التحصيل ، ولا تجعل تحصيلها وكثرتها (بدون فائدة) حظك من العلم ، وجمعها نصيبك من الفهم ، بل عليك أن تستفيد منها بقدر استطاعتك .

تاسعاً : اختيار الصاحب:

احرص على اتخاذ صاحب صالح في حاله ، كثير الاشتغال بالعلم ، جيد الطبع ، يعينك على تحصيل مقاصدك ، ويساعدك على تكميل فوائدك ، وينشطك على زيادة الطلب ،ويخفف عنك الضجر والنصب ، موثوقاً بدينه وأمانته ومكارم أخلاقه ، ويكون ناصحاً لله غير لاعبٍ ولا لاه ." انظر تذكرة السامع لابن جماعة .

" وإياك وقرين السوء ؛ فإن العرق دساس ، والطبيعة نقالة ، والطباع سراقة ، والناس كأسراب القطا مجبولون على تشبه بعضهم ببعض ، فاحذر معاشرة من كان كذلك فإنه المرض ، والدفع أسهل من الرفع .

عاشراً وأخيراً : التأدب مع الشيخ :

بما أن العلم لا يؤخذ ابتداءً من الكتب ، بل لابد من شيخ تتقن عليه مفاتيح الطلب ، لتأمن من الزلل ، فعليك إذاً بالأدب معه ، فإن ذلك عنوان الفلاح والنجاح ، والتحصيل والتوفيق . فليكن شيخك محل إجلال منك وإكرام وتقدير وتلطف ، فخذ بمجامع الأدب مع شيخك في جلوسك معه ، والتحدث إليه ، وحسن السؤال ، والاستماع ، وحسن الأدب في تصفح الكتاب أمامه ، وترك التطاول والمماراة أمامه ، وعدم التقدم عليه بكلام أو مسير أو إكثار الكلام عنده ، أو مداخلته في حديثه ودرسه بكلام منك ، أو الإلحاح عليه في جواب ، متجنباً الإكثار من السؤال لا سيما مع شهود الملأ ؛ فإن هذا يوجب لك الغرور وله الملل ، ولا تناديه باسمه مجرداً ، أو مع لقبه بل قل : " يا شيخي ، أو يا شيخنا " .

وإذا بدا لك خطأ من الشيخ ، أو وهم فلا يسقطه ذلك من عينك ، فإنه سبب لحرمانك من علمه ، ومن ذا الذي ينجو من الخطأ سالماً ." . انظر حلية طالب العلم للشيخ بكر أبو زيد .

نسأل الله لنا ولك التوفيق والثبات ، وأن يُرينا اليوم الذي تكون فيه عالماً من علماء المسلمين ، مرجعاً في دين الله ، إماماً من أئمة المتقين ، آمين .. آمين .. وإلى لقاء قريب ، والسلام .

الشيخ محمد صالح المنجد

العلم الذي مدح الله صاحبه في القرآن والسنة
ورد ذكر لفضل العلم في العديد من الأحاديث، وأن العلماء سينالون أجرا عظيما. فما هو المقصود بالعلم الوارد في تلك الأحاديث ؟ هل هو العلم الشرعي المذكور في الأحاديث, أم يمكن أن يكون أي نوع من أنواع العلوم الأخرى مثل علم الأحياء والفيزياء والإلكترونيات ..الخ؟.


الحمد لله
العلم الذي هنا هو علم الشريعة الذي هو مأخوذ من الكتاب والسنة ، فإنه ميراث الأنبياء ، والأنبياء لم يورّثوا درهما ولا دينارا إنما ورّثوا العلم ، من أخذه أخذ بحظ وافر ، فإذا جاءت النصوص تمدح العلم فإن المراد هو علم القرآن ، والسنة ، والشريعة فيدخل في ذلك علم النحو أي اللغة العربية لأنها لغة القرآن ، وعلم الفرائض ، والعبادات ، والمعاملات ، والحدود ، وعلم الأدب الشرعي ، والأدب اللغوي لأنها سيرة أولياء الله وعباده الصالحين ، وكذلك وسائل هذه العلوم كأصول الفقه ، والتوحيد ، والعقيدة ، والقواعد الإسلامية وما أشبه ذلك ، فأما العلوم الأخرى الدنيوية التي يحتاج إليها المسلمون فلا شك أنها من فروض الكفاية ، يفترض أن يتعلمها من تقوم بهم الحاجة وتحصل بهم الكفاية ، لأن الناس محتاجون إليها ، إذا لم تصدّ وتشغل عن العلوم الواجبة . لا شك أنه يُستفاد من علوم الأحياء والكيمياء وغيرها ، وقد ذهب كثير من العلماء على أنه يجب أن تُتعلم العلوم الصناعية التي يُحتاج إليها ، وأن يقوم بها من يكفي مثل الحدادة ، والخياطة ، والحلاقة وغيرها .

الشيخ عبد الله بن جبرين .

فالعلوم التي تنفع المسلمين كالعلوم الحربية أولى وأوجب . والله تعالى أعلم.

الشيخ محمد صالح المنجد



سلبيات الاقتصار على الكتب في التعلم
ما هي طرق تلقي العلم ؟ وما هي العقبات التي تواجه الطالب ؟.


الحمد لله

- ولنيل العلم طريقان :

أحدهما : أن يتلقى ذلك من الكتب الموثوق بها , والتي ألفها علماء معرفون بعلمهم , وأمانتهم , وسلامة عقيدتهم من البدع والخرافات .

وأخذ العلم من بطون الكتب لا بد للإنسان أن يصل فيه إلى غاية ما . لكن هناك عقبتان :

العقبة الأولى : الطول , فإن الإنسان يحتاج إلى وقت طويل , ومعاناة شديدة , وجهد جهيد حتى يصل إلى ما يرومه من العلم , وهذه عقبة قد لا يقوى عليها كثير من الناس , لا سيما وهو يرى من حوله قد أضاعوا أوقاتهم بلا فائدة , فيأخذه الكسل فيكل ويمل ثم لا يدرك ما يريد .

العقبة الثانية : أن الذي يأخذ العلم من بطون الكتب علمه ضعيف غالباً , لا ينبني على قواعد أو أصول , ولذلك نجد الخطأ الكثير من الذي يأخذ العلم من بطون الكتب ؛ لأنه ليس له قواعد وأصول يقَعِّد عليها ويبني عليها الجزئيات التي في الكتاب والسنة , نجد بعض الناس يمر بحديث ليس مذكوراً في كتب الحديث المعتمدة من الصحاح والمسانيد وهذا الطريق يخالف ما في هذه الأصول المعتمدة عند أهل العلم بل عند الأمة , ثم يأخذ هذا الحديث ويبني عقيدته عليه , وهذا لا شك أنه خطأ ؛ لأن الكتاب والسنة لهما أصول تدور عليها الجزئيات فلا بد أن ترد هذه الجزئيات إلى أصول بحيث إذا وجدنا في هذه الجزئيات شيئاً مخالفاً لهذه الأصول مخالفة لا يمكن الجمع فيها , فإننا ندع هذه الجزئيات .

الثاني :

من طرق تحصيل العلم أن تتلقى ذلك من معلم موثوق في علمه ودينه , وهذا الطريق أسرع وأتقن للعلم ؛ لأن الطريق الأول قد يضل فيه الطالب وهو لا يدري إما لسوء فهمه , أو قصور علمه , أو لغير ذلك من الأسباب , أما الطريق الثاني فيكون فيه المناقشة والأخذ والرد مع المعلم فينفتح بذلك للطالب أبواب كثيرة في الفهم , والتحقيق , وكيفية الدفاع عن الأقوال الصحيحة , ورد الأقوال الضعيفة , وإذا جمع الطالب بين الطريقين كان ذلك أكمل وأتم ، وليبدأ الطالب بالأهم فالأهم , وبمختصرات العلوم قبل مطولاتها حتى يكون مترقياً من درجة إلى درجة أخرى فلا يصعد إلى درجة حتى يتمكن من التي قبلها ليكون صعوده سليماً .

من فتاوى الشيخ محمد بن صالح العثيمين , كتاب العلم , ص/68-70 .



كيفية تعامل المسلم مع كتب العلم
كيف يتعامل المسلم مع كتب العلم ؟.


الحمد لله

الأمر الأول : كيف تتعامل مع الكتاب ؟

التعامل مع الكتاب يكون بعدة أمور :

الأول : معرفة موضوعه : حتى يستفيد الإنسان منه ؛ لأنه يحتاج إلى التخصص , ربما يكون كتاب سحر أو شعوذة أو باطل , فلا بد من معرفة موضوع الكتاب حتى تحصل الفائدة منه .

الثاني : معرفة مصطلحاته :

لأن معرفة المصطلحات يحصل بها أنك تحفظ أوقاتاً كثيرة , وهذا يفعله العلماء في مقدمات الكتب , فمثلاً نعرف أن صاحب ( بلوغ المرام ) إذا قال متفق عليه يعني رواه البخاري ومسلم , لكن صاحب (المنتقى) على خلاف ذلك فإذا قال - صاحب المنتقى - متفق عليه فإنه يعني رواه الإمام أحمد , والبخاري ومسلم , وكذلك في كتب الفقه يفرق كثيرٌ من العلماء بين القولين , والوجهين , والروايتين , والاحتمالين , فالروايتان عن الإمام , والوجهان عن الأصحاب , وهم أصحاب المذاهب الكبار أهل التوجيه , والاحتمالان للتردد بين قولين , والقولان أعم من ذلك كله .

كذلك يحتاج أن تعرف مثلاً إذا قال المؤلف إجماعاً أو وفاقاً , إذا قال إجماعاً يعني بين الأمة , وإذا قال وفاقاً يعني مع الأئمة الثلاثة كما هو اصطلاح "صاحب الفروع" في فقه الحنابلة , وكذلك بقية أصحاب المذاهب كل له اصطلاح , فلا بد أن تعرف اصطلاح المؤلف .

الثالث : معرفة أسلوبه وعباراته :

ولهذا تجد أنك إذا قرأت الكتاب أول تقرأ لا سيما في الكتب العلمية المملوءة علماً تجد أنه تمر بك العبارة تحتاج إلى تأمل وتفكير في معناها ؛ لأنك لم تألفه , فإذا كررت هذا الكتاب ألفته .

وهناك أيضاً أمر خارج مع الكتاب وهو : التعليق بالهوامش أو الحواشي , فهذا أيضاً مما يجب على طالب العلم أن يغتنمه , وإذا مرت به مسألة تحتاج إلى شرح أو إلى دليل , أو إلى تعليل , ويخشى أن ينساه فإنه يُعلّق إما بالهامش - وهو الذي على اليمين أو اليسار - أو بالحاشية - وهي التي بالأسفل - وكثيراً ما يفوت الإنسان مثل الفوائد التي لو علقها لم تستغرق عليه إلا دقيقة أو دقيقتين , ثم إذا عاد ليتذكرها بقي مدة يتذكرها وقد لا يذكرها .

فينبغي على طالب العلم أن يعتني بذلك لا سيما في كتب الفقه , يمر بك في بعض الكتب مسألة وحكمها ويحصل عندك توقف وإشكال , فإذا رجعت للكتب - التي أوسع من الكتاب الذي بين يديك - ووجدت قولاً يوضح المسألة فإنك تعلق القول من أجل أن ترجع إليه مرة أخرى إذا احتجت إليه دون الرجوع إلى أصل الكتاب الذي نقلت منه , فهذا مما يوفر عليك الوقت .

الأمر الثاني : مطالعة الكتب على نوعين :

أولاً : مطالعة تدبر وتفهم ,فهذه لا بد أن يتأمل الإنسان ويتأَنّى .

ثانياً : مطالعة استطلاع فقط ينظر من خلالها على موضوع الكتاب , وما فيه من مباحث , ويتعرف على مضمون الكتاب , وذلك من خلال تصفح وقراءة سريعة للكتاب , فهذه لا يحصل فيها من التأمل والتدبر ما يحصل في النوع الأول , والطريقة المثلى في قراءة الكتب , التدبر والتفكر في المعاني , والاستعانة بذوي الفهم من أهل العلم الصحيح , ولا يخفى أن أولى الكتب بذلك ؛ كتاب الله عز وجل . وعليك بالصبر والمثابرة , فما أعطى الإنسان عطاء خيراً وأوسع من الصبر .

الأمر الثالث : جمع الكتب :

ينبغي لطالب العلم أن يحرص على جمع الكتب , ولكن يبدأ بالأهم فالأهم , فإذا كان الإنسان قليل ذات اليد , فليس من الخير وليس من الحكمة أن يشتري كتباً كثيرة يُلزم نفسه بغرامة قيمتها , فإن هذا من سوء التصرف , وإذا لم يمكنك أن تشتري من مالك فيمكنك أن تستعير من أي مكتبة .

الأمر الرابع : الحرص على الكتب المهمة :

يجب على طالب العلم أن يحرص عل الكتب الأمهات الأصول دون المؤلفات حديثاً ؛ لأن بعض المؤلفين حديثاً ليس عنده العلم الراسخ , ولهذا إذا قرأت ما كتبوا تجد أنه سطحي , قد ينقل الشيء بلفظه , وقد يحرفه إلى عبارة طويلة لكنها غثاء , فعليك بالأمهات كتب السلف فإنها خير وأبرك بكثير من كتب الخلف .

لأن غالب كتب المتأخرين قليلة المعاني , كثيرة المباني , تقرأ صفحة كاملة يمكن أن تلخصها في سطر أو سطرين , لكن كتب السلف تجدها هينة , لينة , سهلة رصينة , لا تجد كلمة واحدة ليس لها معنى .

ومن أجلِّ الكتب التي يجب على طالب العلم أن يحرص عليها كتب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم - رحمهما الله - ومن المعلوم أن كتب ابن القيم أسهل و أسلس , لأن شيخ الإسلام ابن تيمية كانت عباراته قوية لغزارة علمه , وتوقد ذهنه , وابن القيم رأى بيتاً معموراً فكان منه التحسين والترتيب , ولسنا نريد بذلك أن نقول إن ابن القيم نسخة من ابن تيمية بل ابن القيم حر إذا رأى شيخه خالف ما يراه صواباً تكلم , لما رأى وجوب فسخ الحج إلى العمرة , وأن ابن عباس - رضي الله عنهما - يرى أنه يجب على من لم يسق الهدي إذا أحرم بحج أو قِران أن يفسخه إلى عمرة , وكان شيخ الإسلام أن الوجوب خاص بالصحابة , قال : وأنا إلى قوله أميل مني إلى قول شيخنا , فصرح بمخالفته , فهو رحمه الله مستقل , حر الفكر , لكن لا غرو أن يتابع شيخه رحمه الله فيما يراه حقاً وصواباً , ولا شك أنك إذا تأملت غالب اختيارات شيخ الإسلام وجدت أنها هي الصواب وهذا أمر يعرفه من تدبر كتبهما .

الأمر الخامس : تقويم الكتب :

الكتب تنقسم إلى ثلاثة أقسام :

القسم الأول : كتب خير .

القسم الثاني : كتب شر .

القسم الثالث : كتب لا خير ولا شر .

فاحرص على أن تكون مكتبتك خالية من الكتب التي ليس فيها خير أو التي فيها شر , وهناك كتب يقال إنها كتب أدب , ولكنها تقطع الوقت وتقتله من غير فائدة , وهناك كتب ضارة ذات أفكار معينة وذات منحى معين , فهذه أيضاً لا تدخل المكتبة سواء كان ذلك في المنهج أو كان ذلك في العقيدة مثل كتب المبتدعة التي تضر في العقيدة , والكتب الثورية التي تضر في المنهج .

وعموماً كل كُتُب تضر فلا تدخل مكتبتك ؛ لأن الكتب غذاء للروح كالطعام والشراب للبدن , فإذا تغذيت بمثل هذه الكتب صار عليك ضرر عظيم واتجهت اتجاهاً مخالفاً لمنهج طالب العلم الصحيح .

من فتاوى الشيخ محمد بن صالح العثيمين , كتاب العلم , من الصفحة ( 87) إلى ( 91 ) .

إذا تعارض طلب العلم مع بر الوالدين
عن طالب علم يريد أن يذهب مع إخوانه في الله لطلب العلم وكان الحائل بينه وبين الذهاب معهم هو أهله , والده وأمه , فما الحكم في خروج هذا الطالب ؟.


الحمد لله

هذا الطالب إن كان هناك ضرورة لبقائه عندهم فهذا الأفضل , مع أنه يمكنه أن يبقى عندهم مع طلب العلم ؛ لأن بر الوالدين مُقّدمٌ على الجهاد في سبيل الله , والعلم من الجهاد وبالتالي فيكون بر الوالدين مُقدّماً عليه إذا كانا في حاجة إليه .

أما إذا لم يكونا في حاجة إليه ويتمكن من طلب العلم أكثر إذا خرج فلا حرج عليه أن يخرج في طلب العلم في هذه الحال , ولكنه مع هذا لا ينسى حق الوالدين في الرجوع إليهما وإقناعهما إذا رجع , وأما إذا علم كراهة الوالدين للعلم الشرعي فهؤلاء لا طاعة لهما , ولا ينبغي له أن يستأذن منهما إذا خرج ؛ لأن الحامل لهما كراهة العلم الشرعي .

من فتاوى الشيخ محمد بن صالح العثيمين , كتاب العلم , الصفحة ( 149 ) .



هل يؤجر المسلم على تعلم الرياضيات ؟
هل تعليم الطالب الرياضيات إذا كان الشخص ينوي بها وجه الله له أجر أم لا ؟.


الحمد لله

إذا كانت هذه الرياضيات مما تنفع المسلمين في معاشهم ونوى الشخص بذلك نفع الناس بها فإنه يؤجر على نيته , ولكنها ليست كالعلوم الشرعية فإنها إذا كانت من المباحات تكون وسيلة , فإذا كانت وسيلة إلى ما ينفع الناس في معاشهم أثيب الشخص عليها ؛ لأن القاعدة الشرعية أن المباح قسم واسع فقد يكون حراماً وقد يكون مكروهاً وقد يكون مستحباً وقد يكون واجباً .

ونقول مثلاً : أن الأصل في البيع الحل ، ولكن قد يكون واجباً أحياناً وقد يكون حراماً , وقد يكون مستحباً , وقد يكون مكروهاً , فإذا أراد شخص أن يشتري منك شيئاً ينقذ به حياته مثل الطعام والشراب فما حكم البيع ؟ الحكم واجب , وشخص آخر أراد أن يشتري منك عنباً ليجعله خمراً فهذا البيع حرام , وشخص آخر أراد أن يشتري ماءً ليتوضأ به وليس عنه ماء فالشراء واجب ؛ فعلى هذا نقول : إن المباح إذا كان وسيلة لأمر مشروع كان مشروعاً وإذا كان ذريعة لأمر محرم كان محرماً

من فتاوى الشيخ محمد بن صالح العثيمين , كتاب العلم ، الصفحة ( 143 ) .



السفر لطلب العلم بدون إذن الأبوين
هل يجوز لي السفر لبلد آخر لطلب العلم الشرعي دون إذنهما ؟ وماذا إذا لم يسمحا لي بالذهاب ؟ قرأت أن الإمام أحمد لا يرى بأساً في هذا .


الحمد لله

طلب العلم إذا كان هذا العلم فرضا فلا يشترط إذنهما ، أما إذا كان نفلا فلا بد من إذنهما .

روى مسلم (2549) عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : أقبل رجل إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : أبايعك على الهجرة والجهاد ، أبتغي الأجر من الله . قال : فهل من والديك أحد حي ؟ قال : نعم ، بل كلاهما . قال : فتبتغي الأجر من الله ؟ قال : نعم . قال : فارجع إلى والديك ، فأحسن صحبتهما .

وطلب العلم نوع من أنواع الجهاد ، فلا يجوز النفل منه إذا كان يقتضي السفر عنهما إلا بإذنهما .

قال ابن مفلح في الآداب الشرعية( 2/35-36 ) :

وأما من خرج يبتغي علما فلا بد له من الخروج بإذن الأبوين ؛ لأنه فضيلة فالنوافل لا تُبتغى إلا بإذن الآباء .

وقال المروذي لأبي عبد الله ( أي الإمام أحمد ) : الرجل يطلب العلم ويستأذن والدته ، فتأذن له ، وهو يعلم أن المقام أحب إليها ؟ قال : إذا كان جاهلا لا يدري كيف يُطلق ولا يصلي ، فطلب العلم أحب إلي ، وإن كان قد عرف فالمقام عليها أحب إلي .

وروى الخلال عنه أن رجلا سأله : إني أطلب العلم ، وإن أمي تمنعني من ذلك ، تريد حتى أشتغل في التجارة ؟ , قال لي : دارها وأرضها ، ولا تدع الطلب .

وقال له : رجل غريب عن بلده طلب العلم أحب إليك أم أرجع إلى أمي ؟ فقال له : إذا كان طلب العلم مما لا بد أن تطلبه فلا بأس .

وسأله رجل : قدمت الساعة وليس أدري شيئا ما تأمرني ؟ فقال أبو عبد الله : عليك بالعلم .

وقال إسحاق بن إبراهيم : سألت أبا عبد الله عن الرجل يكون له أبوان موسران يريد طلب الحديث ولا يأذنان له قال : يطلب منه بقدر ما ينفعه , العلم لا يعدله شيء ." أهـ

وقد تبين مما سبق ما هو المراد من كلام الإمام أحمد . وهو : إذا كان العلم فرضاً فلا يشترط إذن الوالدين ، وإذا كان نفلاً فلا بد من إذنهما .

والله أعلم .

الإسلام سؤال وجواب



اطلبوا العلم ولو في الصين حديث مكذوب
أدرس في أمريكا ، وعندما أذهب لجامعتي فأنا أغطي نفسي بملابس فضفاضة وأرتدي الحجاب . لكن المشكلة هي أن الجامعة جامعة مختلطة . وأنا أحاول أن أتجنب التحدث إلى الرجال ، لكني أجبر أحيانا على التحدث إليهم . أريد أن أكمل دراستي هنا ثم أنتقل لأعيش في أي بلد إسلامي . هل يجوز لي أن أدرس في أمريكا ؟ وهل ينطبق هذا الحديث : " لو كان عليك أن تذهب للصين لطلب العلم ، فاذهب " على النساء أيضا.


الحمد لله
أما دراسة الفتاة في مثل هذا المجتمع المختلط وهذا الوضع الفاسد فيراجع جواب سؤال رقم (5384)

أما الحديث المذكور وهو حديث : ( اطلبوا العلم ولو بالصين ، فإن طلب العلم فريضة على كل مسلم )

قال الشيخ الألباني في ضعيف الجامع ( موضوع ) برقم (906) .

والحديث الثابت هو ما رواه ابن ماجة من حديث أنس بْنِ مَالِكٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ ) ( 220 ) وصححه الألباني في صحيح سنن ابن ماجة . والمقصود بالعلم هنا هو العلم الشرعي . قال الثوري : هو العلم الذي لا يُعذر العبد في الجهل به ، والله أعلم .

الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد



ما هو حكم طلب العلم الشرعي ؟
ما هو حكم طلب العلم الشرعي ؟.


الحمد لله

طلب العلم الشرعي فرض كفاية إذا قام به من يكفي صار في حق الآخرين سنة , وقد يكون طلب العلم واجباً على الإنسان عيناً أي فرض عين , وضابطه أن يتوقف عليه معرفة عبادة يريد فعلها أو معاملة يريد القيام بها , فإنه يجب عليه في هذه الحال أن يعرف كيف يتعبد الله بهذه العبادة , وكيف يقوم بهذه المعاملة , وما عدا ذلك من العلم ففرض كفاية وينبغي لطالب العلم أن يشعر نفسه أنه قائم بفرض كفاية حين طلبه ليحصل له ثواب فاعل الفرض مع التحصيل العلمي .

ولا شك أن طلب العلم من أفضل الأعمال , بل هو من الجهاد في سبيل الله , ولا سيما في وقتنا هذا حين بدأت البدع تظهر في المجتمع الإسلامي وتنتشر وتكثر , وبدأ الجهل الكثير ممن يتطلع إلى الإفتاء بغير علم , وبدأ الجدل في كثير من الناس , فهذه ثلاثة أمور كلها تحتم على الشباب أن يحرص على طلب العلم .

أولاً : بدع بدأت تظهر شرورها .

ثانياً : أناس يتطلعون إلى الإفتاء بغير علم .

ثالثاً : جدل كثير في مسائل قد تكون واضحة لأهل العلم لكن يأتي من يجادل فيها بغير علم .

فمن أجل ذلك فنحن في ضرورة إلى أهل علم عندهم رسوخ وسعة اطلاع , وعندهم فقه في الدين , وعندهم حكمة في توجيه عباد الله , لأن كثيراً من الناس الآن يحصلون على علم نظري في مسألة من المسائل ولا يهمهم النظر إلى إصلاح الخلق وإلى تربيتهم , وأنهم إذا أفتوا بكذا وكذا صار وسيلة إلى شر أكبر لا يعلم مداه إلا الله .

من فتاوى الشيخ محمد بن صالح العثيمين , كتاب العلم , صفحة 23 .



علاج ضعف الهمة في طلب العلم
يلاحظ ضعف الهمة والفتور في طلب العلم , فما الوسائل والطرق التي تدفع إلى علو الهمة والحرص على العلم ؟.


الحمد لله

ضعف الهمم في طلب العلم الشرعي من المصائب الكبيرة وهناك عدة أمور لا بد منها :

الأمر الأول : الإخلاص لله - عز وجل - في الطلب والإنسان إذا أخلص لله في الطلب وعرف أنه يُثاب على طلبه وسيكون في الدرجة الثالثة من درجات الأمة فإن همته تنشط ( ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسُن أولئك رفيقاً ) النساء/69 .

ثانياً : أن يُلازم زملاء يحثونه على العلم ويساعدونه على المناقشة والبحث ولا يمل من صحبتهم ما داموا يعينونه على العلم .

ثالثاً : أن يصبر نفسه بمعنى يحبسها لو أرادت أن تتفلَّت , قال الله تعالى للنبي صلى الله عليه وسلم : ( واصبر نفسك مع الذي يدعون ربهم بالغداة والعشيّ يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ) الكهف/28 , فليصبر ؛ وإذا صبر وتعود الطلب صار الطلب سجية له , وصار اليوم الذي يفقد فيه الطلب يوماً طويلاً عليه , أما إذا أعطى نفسه العنان فلا , فالنفس أمارة بالسوء والشيطان يحثه على الكسل وعدم التعلم .

من فتاوى الشيخ محمد بن صالح العثيمين , كتاب العلم , صفحة 105.



هل يجب إتباع أحد المذاهب
هل يجب على كل مسلم أن يتبع أحد المذاهب (المالكي أو الحنفي أو الحنبلي أو الشافعي) ؟ إذا كان الجواب نعم فما أفضل مذهب ؟ هل صحيح أن مذهب أبي حنيفة هو أكثر مذهب منتشر بين المسلمين ؟.


الحمد لله

لا يجب على المسلم اتباع مذهب بعينه من هذه المذاهب الأربعة ، والناس متفاوتون في المدارك والفهوم والقدرة على استنباط الأحكام من أدلتها ، فمنهم من يجوز في حقه التقليد ، بل قد يجب عليه ، ومنهم من لا يسعه إلا الأخذ بالدليل . وقد جاء في فتاوى اللجنة الدائمة بيان كاف شاف لهذه المسألة ، يحسن أن نذكره هنا بنصه :

السؤال :

ما حكم التقيد بالمذاهب الأربعة واتباع أقوالهم على كل الأحوال والزمان ؟

فأجابت اللجنة :

الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه وبعد :

أولا : المذاهب الأربعة منسوبة إلى الأئمة الأربعة الإمام أبي حنيفة والإمام مالك والإمام الشافعي والإمام أحمد ، فمذهب الحنفية منسوب إلى أبي حنيفة وهكذا بقية المذاهب.

ثانيا : هؤلاء الأئمة أخذوا الفقه من الكتاب والسنة وهم مجتهدون في ذلك ، والمجتهد إما مصيب فله أجران ، أجر اجتهاده وأجر إصابته ، وإما مخطئ فيؤجر على اجتهاده ويعذر في خطئه.

ثالثا : القادر على الاستنباط من الكتاب والسنة يأخذ منهما كما أخذ من قبله ولا يسوغ له التقليد فيما يعتقد الحق بخلافه ، بل يأخذ بما يعتقد أنه حق ، ويجوز له التقليد فيما عجز عنه واحتاج إليه.

رابعا : من لا قدرة له على الاستنباط يجوز له أن يقلد من تطمئن نفسه إلى تقليده ، وإذا حصل في نفسه عدم الاطمئنان سأل حتى يحصل عنده اطمئنان .

خامسا : يتبين مما تقدم أنه لا تتبع أقوالهم على كل الأحوال والأزمان ؛ لأنهم قد يخطئون ، بل يتبع الحق من أقوالهم الذي قام عليه الدليل ).

فتاوى اللجنة 5/28 .

وجاء في فتوى اللجنة رقم 3323

( من كان أهلا لاستنباط الأحكام من الكتاب والسنة ، ويقوى على ذلك ولو بمعونة الثروة الفقهية التي ورثناها عن السابقين من علماء الإسلام كان له ذلك ؛ ليعمل به في نفسه ، وليفصل به في الخصومات وليفتي به من يستفتيه . ومن لم يكن أهلا لذلك فعليه أن يسأل الأمناء الموثوق بهم ليتعرف الحكم من كتبهم ويعمل به من غير أن يتقيد في سؤاله أو قراءته بعالم من علماء المذاهب الأربعة ، وإنما رجع الناس للأربعة لشهرتهم وضبط كتبهم وانتشارها وتيسرها لهم.

ومن قال بوجوب التقليد على المتعلمين مطلقاً فهو مخطئ جامد سيئ الظن بالمتعلمين عموما ، وقد ضيق واسعا .

ومن قال بحصر التقليد في المذاهب الأربعة المشهورة فهو مخطئ أيضا قد ضيق واسعا بغير دليل . ولا فرق بالنسبة للأمي بين فقيه من الأئمة الأربعة وغيرهم كالليث بن سعد والأوزاعي ونحوهما من الفقهاء ) فتاوى اللجنة 5/41 .

وجاء في الفتوى رقم 1591 ما نصه :

( ولم يدعُ أحد منهم إلى مذهبه ، ولم يتعصب له ، ولم يُلزِم غيره العمل به أو بمذهب معين ، إنما كانوا يدعون إلى العمل بالكتاب والسنة ، ويشرحون نصوص الدين ، ويبينون قواعده ويفرعون عليها ويفتون فيما يسألون عنه دون أن يلزموا أحدا من تلاميذهم أو غيرهم بآرائهم ، بل يعيبون على من فعل ذلك ، ويأمرون أن يضرب برأيهم عرض الحائط إذا خالف الحديث الصحيح ، ويقول قائلهم " إذا صح الحديث فهو مذهبي " رحمهم الله جميعا .

ولا يجب على أحد اتباع مذهب بعينه من هذه المذاهب ، بل عليه أن يجتهد في معرفة الحق إن أمكنه ، أو يستعين في ذلك بالله ثم بالثروة العلمية التي خلفها السابقون من علماء المسلمين لمن بعدهم ، ويسروا لهم بها طريق فهم النصوص وتطبيقها . ومن لم يمكنه استنباط الأحكام من النصوص ونحوها لأمر عاقه عن ذلك سأل أهل العلم الموثوق بهم عما يحتاجه من أحكام الشريعة لقوله تعالى " فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون " وعليه أن يتحرى في سؤاله من يثق به من المشهورين بالعلم والفضل والتقوى والصلاح )

فتاوى اللجنة الدائمة 5/56 .

ومذهب الإمام أبي حنيفة رحمه الله قد يكون أكثر المذاهب انتشاراً بين المسلمين ، ولعل من أسباب ذلك تبني الخلفاء العثمانيين لهذا المذهب ، وقد حكموا البلاد الإسلامية أكثر من ستة قرون ، ولا يعني ذلك أن مذهب أبي حنيفة رحمه الله هو أصح المذاهب أو أن كل ما فيه من اجتهادات فهو صواب ، بل هو كغيره من المذاهب فيه الصواب والخطأ ، والواجب على المؤمن اتباع الحق والصواب بقطع النظر عن قائله .

والله أعلم .

الإسلام سؤال وجواب



يحب العلم فكيف يصل إليه
أنا شاب عمري 21 سنة محافظ على الواجبات ولله الحمد وأحفظ القرآن الكريم كاملا ولدي مقدرة جيدة على الحفظ وأحب الكتب جدا وأريد أن أطلب العلم ، التحقت بحلقات ودروس علمية في الفقه والعقيدة الحديث ، لكنني أيقن تماما أن هذا لا يكفي أبدا فالمعول على الطالب نفسه أريد أن أحفظ وأقرأ وأبحث ولا أدري كيف وبم ومن أين أبدأ ، لي فترة وأنا أتخبط من كتاب إلى آخر بدون منهج وكل ما أخافه هو أن يضيع علي العمر النفيس في أمور يمكن اختصارها ، طموحي أن أخلف الشيخ ابن عثيمين رحمه الله وأنال من الأجر مثله وأكثر بإذن الله طال العمر أم قصر ، هذا هو ما أصبو إليه وسأناله بمشيئة الله مهما كلف الأمر وسأدفع ثمنا لذلك شبابي وراحتي وسعادتي ولذيذ النوم والكسل .
ليس هذا مجرد كلام في وقت غلبني فيه الحماس بل هو ما يشغل تفكيري الليل والنهار فأنا جاد وأرجو منكم أن ترعوني اهتمامكم ولو بالإجابة على هذه الرسالة . ، أريد أن أعرف هل يمكنني تحقيق ذلك -أي ما ذكرته أعلاه -أم أن الركب قد فاتني، وكيف السبيل إليه .


الحمد لله

الحمد لله الذي رفع الهمة ، وأسبغ النعمة ، وهدى إلى طريق الحق بأوضح حجة .

والصلاة والسلام على نبي الأمة ، ومُبَيِنِ الحُجَّة ، ومرشد الخلق إلى طريق الجنة .

وبعد ...

أيها الأخ الكريم .. هنيئاً لك ثم هنيئاً لك ثم هنيئاً لك .

أي نعمة أنعم الله بها عليك ؟... وأي فضل آتاك إياه ؟... فقد وفقك إلى حفظ القرآن فلله الحمد أولاً وأخراً ... ثم حبب إليك العلم ، وهذه من أعظم النعم " ومن يرد الله به خيراً يفقه في الدين " ، ومن " أخذ بالعلم فقد أخذ بحظ وافر " لأن الله قال : ( يَرْفَعْ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ) المجادلة .

ثم وهبك مزيد إنعام ، فأعطاك همة عالية ونفساً وثابة ، فنسأل الله لك الحسنى وزيادة .

إن علو الهمة من معالي الأمور , وشرف النفوس . فعليك بشكر الله والقيام بما أعطاك حق القيام .

وأما بالنسبة للكتب التي تدرسها فقد تقدمت الإشارة إليها في السؤال رقم (20191) . فارجع إليه للأهمية .

وبعد أن تحفظ المختصرات وتتقنها مع شرحها وتضبط ما فيها من الإشكالات والفوائد المهمات ، انتقل إلى بحث المبسوطات ، مع المطالعة الدائمة ، وتعليق ما يمر بك من الفوائد النفيسة ، والمسائل الدقيقة ، والفروع الغريبة ، وحل المشكلات ، والفروق بين أحكام المتشابهات ، من جميع أنواع العلوم ، ولا تستقل بفائدة تسمعها ، أو قاعدة تضبطها ، بل بادر إلى تعليقها وحفظها .

ولتكن همتك في طلب العلم عالية ؛ فلا تكتفِ بقليل العلم مع إمكان كثيره ، ولا تقنع من إرث الأنبياء صلوات الله عليهم بيسيره ، ولا تؤخر تحصيل فائدة تمكنت منها ولا يشغلك الأمل والتسويف عنها ؛ فإن للتأخير آفات ، ولأنك إذا حصلتها في الزمن الحاضر ؛ حصل في الزمن الثاني غيرها .

واغتنم وقت فراغك ونشاطك ، وزمن عافيتك ، وشرخ شبابك ، ونباهة خاطرك ، وقلة شواغلك ، قبل عوارض البطالة أو موانع الرياسة .

وينبغي لك أن تعتني بتحصيل الكتب المحتاج إليها ما أمكنك ؛ لأنها آلة التحصيل ، ولا تجعل تحصيلها وكثرتها (بدون فائدة) حظك من العلم ، وجمعها نصيبك من الفهم ، بل عليك أن تستفيد منها بقدر استطاعتك . نسأل الله لك التوفيق .

والله أعلم .

الشيخ محمد صالح المنجد



أهمية علم أصول الفقه للمتفقه
إذا أراد طالب العلم الفقه فهل له الاستغناء عن أصول الفقه ؟.


الحمد لله

سُئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى السؤال السابق فأجاب فضيلته بقوله :

إذا أراد طالب العلم أن يكون عالماً في الفقه فلا بد أن يجمع بين الفقه وأصول الفقه ليكون متبحراً متخصصاً فيه ، وإلا فيمكن أن تعرف الفقه بدون علم الأصول ، ولكن لا يمكن أن تعرف أصول الفقه وتكون فقيهاً بدون علم الفقه أي أنه لا يمكن أن يستغني الفقيه عن أصول الفقه ولا يمكن أن يستغني الأصولي عن الفقه إذا كان يريد الفقه , ولهذا اختلف علماء الأصول هل الأولى لطالب العلم أن يبدأ بأصول الفقه حتى يبني الفقه عليها , أو بالفقه لدعاء الحاجة إليه , حيث إن الإنسان يحتاج إليه في عمله , في عبادته ومعاملاته قبل أن يتقن أصول الفقه , والثاني هو الأولى وهو المتبع غالباً .

من فتاوى الشيخ محمد بن صالح العثيمين , كتاب العلم , الصفحة ( 190 ) .



هل يمكن الجمع بين الدعوة وطلب العلم
ما رأيكم بمن يترك الدعوة بحجة التفرغ لطلب العلم , وأنه لا يتمكن من الجمع بين الدعوة والعلم في بداية الطريق , لأنه يغلب على ظنه ترك العلم إذا اشتغل بالدعوة , ويرى أن يطلب العلم حتى إذا أخذ منه نصيباً اتجه لدعوة الناس وتعليمهم وإرشادهم ؟.


الحمد لله

سُئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى السؤال السابق فأجاب فضيلته بقوله : لا شك أن الدعوة إلى الله تعالى مرتبة عالية ومقام عظيم , لأنه مقام الرسل عليهم الصلاة والسلام وقد قال الله تعالى : ( ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين ) . فصلت /33 .. وأمر الله تعالى نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم أن يقول : ( قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني ) . يوسف /108 .

ومن المعلوم أنه لا يمكن الدعوة بغير علم كما في قوله هنا ( على بصيرة ) وكيف يدعو الشخص إلى شيء لا يعلمه ؟ ومن دعا إلى الله تعالى بغير علم كان قائلاً على الله ما لا يعلم , فالعلم هو المرتبة الأولى للدعوة .

ويمكن الجمع بين العلم والدعوة في بداية الطريق ونهايته , فإن تعذر الجمع كان البدء بالعلم , لأنه الأصل التي ترتكز عليه الدعوة , قال البخاري رحمه الله في صحيحه في الباب العاشر من كتاب العلم : باب العلم قبل القول والعمل واستدل بقوله تعالى : ( فاعلم أنه لا إله إلاّ الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات والله يعلم متقّلبكم ومثواكم ) محمد /19 . قال فبدأ بالعلم .

ومن ظن أنه لا يمكن الجمع بين العلم والدعوة فقد أخطأ , فإن الإنسان يمكنه أن يتعلم ويدعو أهله وجيرانه وأهل حارته وأهل بلدته وهو في طلب العلم .

والناس اليوم في حاجة بل ضرورة إلى طلب العلم الراسخ المتمكن في النفوس المبني على الأصول الشرعية , وأما العلم السطحي الذي يعرف الإنسان به شيئاً من المسائل التي يتلقاها كما يتلقاها العامة دون معرفة لأصولها وما بنيت عليه فإنه علم قاصر جداً لا يتمكن الإنسان به من الدفاع عن الحق وقت الضرورة وجدال المبطلين .

فالذي أنصح به شباب المسلمين أن يكرسوا جهودهم لطلب العلم مع القيام بالدعوة إلى الله بقدر استطاعتهم وعلى وجه لا يصدهم عن طلب العلم , لأن طلب العلم جهاد في سبيل الله تعالى , ولهذا قال أهل العلم : إذا تفرغ شخص قادر على التكسب من أجل طلب العلم فإنه يُعطى من الزكاة , لأن ذلك من الجهاد في سبيل الله بخلاف ما إذا تفرغ للعبادة , فإنه لا يُعطى من الزكاة , لأنه قادر على التكسب .

من فتاوى الشيخ محمد بن صالح العثيمين , كتاب العلم , ص168 - 170.



تحصيل العلم الشرعي عن طريق الأشرطة
هل تعتبر أشرطة التسجيل طريقة من طرق العلم ؟ وما هي الطريقة المثلى للاستفادة منها ؟ .


الحمد لله

سُئل العلامة فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى السؤال السابق فأجاب رحمه الله بقوله :

أما كون هذه الأشرطة وسيلة من وسائل تحصيل العلم فهذا لا يَشُكُّ فيه أحد , ولا نجحد نعمة الله علينا في هذه الأشرطة التي استفدنا كثيراً من العلم بها ؛ لأنها توصّل إلينا أقوال العلماء في أي مكان كنا .

ونحن في بيوتنا قد يكون بيننا وبين هذا العالم مفاوز ويسهل علينا أن نسمع كلامه من خلال هذا الشريط , وهذه من نعم الله - عز وجل - علينا , وهي في الحقيقة حجة لنا وعلينا , فإن العلم انتشر انتشاراً واسعاً بواسطة هذه الأشرطة .

وأما كيف يستفاد منها ؟

فهذا يرجع إلى حال الإنسان نفسه , فمن الناس من يستطيع أن يستفيد منها وهو يقود السيارة , ومنهم من يستمع إليه أثناء تناوله لطعام الغداء أو العشاء أو القهوة .

المهم أن كيفية الاستفادة منها ترجع إلى كل شخص بنفسه , ولا يمكن أن نقول فيها ضابطاً عاماً .

من فتاوى الشيخ محمد بن صالح العثيمين , كتاب العلم ، صفحة ( 193 ) .



من أين يبدأ من يريد حفظ القرآن الكريم
إذا أراد الإنسان حفظ القرآن فبماذا تنصحونه ؟.


الحمد لله

سُئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى السؤال السابق فأجاب رحمه الله بقوله : الذي ننصحه به أن يبدأ من البقرة , إلا إذا كان حفظه من المفصل ؛ لأن بعض الناس يسهل عليه الحفظ من المفصل من أجل قصر سوره وآياته ، وكونه يسمعه من الأئمة في المساجد كثيراً , فإذا كان هذا سهل عليه فليبدأ بما هو أسهل , وننصحه أيضاً أن يهتم بما كان حَفِظَه أكثر من اهتمامه بكثرة الحفظ ؛ لأن العناية بالموجود أولى من العناية بالمفقود .

من فتاوى الشيخ محمد بن صالح العثيمين , كتاب العلم , الصفحة ( 212 ).



موقفنا من اختلاف العلماء
إذا كانت هناك مسألة ما ، وفيها أكثر من فتوى شرعية ، فتوى تقول بالتحليل ، وفتوى تقول بالتحريم ، وفتوى ما بين بين ، فالمسلم أي شيء يختار ، وخاصة في الأمور المستحدثة ، والتي يدخل فيها القياس ، والاجتهاد ، والتي لا نص فيها ، مثل : فوائد البنوك ، أو أياً كانت المسميات التي يسمونها ، بالاستمثار ، أو العائد الاستثماري .
وما موقف ما يقول إنها فتوى عالم ، وهو المسؤول عنها ، وإنها معلقة في رقبته ؟
وما موقف من يتتبع رخص العلماء ، وتسهيلات العلماء ورخصهم ؟ ويقولون إنهم هم هؤلاء أهل العلم والذكر وهذه فتواهم وهم أعلم منا بذلك ، وقد تكون فتواهم معارضة لفتوى شيوخ وعلماء آخرين في نفس الدولة أو في دول أخرى ، فأي منهم نتبع ؟ وكيف لنا السبيل أن نعرف الصحيح وغير الصحيح ؟ مع العلم أن عامة الناس ليس لديهم العلم الكافي للحكم على صحة هذه الفتوى التي تصدر من عالم أو مفتي ويعارضها علماء آخرون .

الحمد لله

قبل الجواب على هذا السؤال الهام ، لا بد أولاً من بيان الشروط التي يجب أن تتوفر في المفتي حتى يكون من أهل العلم الذين تعتبر أقوالهم ، ويعد خلافه خلافا بين العلماء ، وهي شروط كثيرة ، ترجع في النهاية إلى شرطين اثنين وهما :

1. العلم . لأن المفتي سوف يخبر عن حكم الله تعالى ، ولا يمكن أن يخبر عن حكم الله وهو جاهل به .

2. العدالة . بأن يكون مستقيما في أحواله ، ورعا عفيفا عن كل ما يخدش الأمانة . وأجمع العلماء على أن الفاسق لا تقبل منه الفتوى ، ولو كان من أهل العلم . كما صر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
طلب العلم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
xXx :: المنتدى الإسلامي-
انتقل الى: